لقاح فايزر بيونتيك ضد كورونا 2021

لقاح فايزر بيونتيك  ضد كورونا 2021



لقاح فايزر بيونتيك ضد فيروس covid-19 


لقاح فايزر بيونتيك هو نتاج لمرحلة طويلة من الأبحاث التجريبية التي  قضتها أكبر شركات إنتاج الدواء  في العالم  من أجل تطويره . فقبل أربعة أشهر من الآن دخلت  المختبرات العالمية مرحلة التسابق لإنتاج لقاح  ناجع ضد فيروس كورونا covid -19  كما  أن دولا من العالم الثالث منها دول عربية دخلت هي أيضا سباق الأبحاث .
هذا اللقاح هو واحد من أهم اللقاحات التي تصدرت الترتيب العالمي لحد الآن في مستوى نجاعتها ضد الفيروس القاتل  كورونا.

ما هو لقاح فايزر بيونتيك؟


هو لقاح تم تطويره مع نهاية عام 2020 من قبل شريكين  في القطاع الصحي العالمي وهما شركة بيونتيك الألمانية الخاصة بالتكنولوجيا الحيوية ونظيرتها فايزرالأمريكية المهتمة بصناعة الأدوية .
هذان القطبان العملاقان المتخصصتان في إنتاج وتطوير الأدوية حول العالم قدما طلبا للحصول على الموافقة من أجل البدأ في إنتاج الدواء بعد صدور النتائج الأولية للمرحلة التجريبية للقاح .
حيث تم في ديسمبر المنصرم إصدار الموافقة على الإستعمال المستعجل لهذا اللقاح ضد الكورونا من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية  وكذا كل من بريطانيا وكندا.
هذه الموافقة جاءت بعد دخول اللقاح مرحلته الثالثة من التجارب السريرية وإظهاره لفعالية وصلت نسبتها الى 90% بالمئة كتحليل أولي لهذه المرحلة  ما جعل منه لقاحا سليما وصالحا للاستعمال .
حيث تقرر أن يوجه التطعيم بهذا اللقاح للأشخاص المهيئين لتلقيه مبدئيا في دول مختلفة عبر العالم ، تحت توصيات مركز مراقبة الأمراض. 
كما عزمت شركة فايزر على إنتاج 50 مليون جرعة قبل نهاية 2020 مع توقع أن يصل عدد الجرعات  إلى 1.3 مليار جرعة مع نهاية عام 2021.



شركة بيونتيك الألمانية 

من هو مخترع لقاح فايزر_بيونتيك ضد كورونا ؟


فكرة اللقاح الخاص ضد فيروس كورونا تعود للزوجين، الطبيبين، المسلمين، المهاجرين، من أصول تركية ويمارسان عملهما في ألمانيا كدكتورين  في شركة بيونتيك وعالمي أحياء.
العالمان هما الدكتور أغور شاهين  وزوجته الدكتورة أوزليم توروتشي ،حيث كانا قد أعلنا في وقت سابق عن توصلهما لطريقة يمكن من خلالها صناعة لقاح ضد فيروس كورونا القاتل
وهو ما عملا عليه فعليا ليتجسد مشروعهما العلمي ويتحول إلى حقيقة على أرض الواقع ليعطيا بذلك جرعة كبيرة من الأمل لكل سكان العالم من أجل الانتصار على الوباء المميت الذي أوقف العالم عن سيره العادي لفترة كبيرة من الزمن.



من هم  الأشخاص المعنيون بهذا اللقاح ؟


حاليا ومع تكاثف الجهود لإستكمال الدراسات حول مدى سلامة لقاح فايزر بيونتيك الألماني/ الأمريكي يبقى الأشخاص الذين هم أكثر من 16 سنة هم المعنيون بهذا اللقاح. حيث تعطى الأولوية  للعاملين في القطاع الصحي من طواقم طبية وممرضين كونهم أكثر عرضة للخطر، كما أن هذه العملية تستثني الأطفال و الحوامل وذوي المناعة الضعيفة الذين لم يحسم القرار بعد حول إمكانية أخذهم لجرعة لقاح بيونتيك.



لقاح فايزر الامريكي


ما هي مكونات لقاح فايزر بيونتيك وكيف سيعمل هذا اللقاح في الجسم ؟

يتكون لقاح كورونا  أساسا من :
  1.  الحمض النووي الريبوزي المرسال  mRNA والذي يحتوي على المعلومات الجينية أو الشفرة الوراثية الخاصة بتكوين البروتينات الشوكية أو النتوء السطحية التي تتوضع فيما بعد على سطح الفيروس وتمثل بطاقة تعريف له داخل العضوية .
  2. أما المكون الثاني فيتمثل في جزيئات دهنية صغيرة تقاس بالنانومتر دورها هو تغليف الحمض النووي لحمايته من التخريب من جهة ، وتسهل دخوله إلى الخلايا من جهة ثانية أهم هذه الدهون هو جزيئ polyethylene glycol وجزيئ  cholesterol هذه الجزيئات الدهنية حاملة للشحنة الموجبة مما يسهل ارتباطها بالحمض النووي الذي يحمل الشحنة السالبة .
  3. المكون الثالث للقاح هو اربع أملاح اساسية هي : كلوريد البوتاسيوم وفوسفات البوتاسيوم وكلور الصوديوم وكذا فوسفات الصوديوم ودور مجموعة الأملاح هذه ، هو إبقاء حموضة اللقاح قريبة من حموضة الجسم، وبالتالي تمنع تخريبه ولا تسبب الأضرار لخلايا العضوية .
  4. المكون الرابع والأخير هو السكروز والذي يمنع التصاق الدهون مع بعضها البعض في درجة الحرارة المنخفضة اللازمة لتخزين هذا اللقاح.
كما  أن ما يميز هذا  اللقاح هو أنه لا يحتوي  على أية مواد حافظة مثل المواد التي تحتوي على الزئبق والتي قد وجدت في لقاحات من قبل، واتهمت بكونها السبب في  مرض التوحد دون إثبات لذلك، كما لا يوجد به أية مواد إضافية أخرى .


يقوم عمل اللقاح على استعمال جزء صغير من الشفرة الوراثية  لفيروس كورونا covid-19 و يغلف بمادة دهنية تسمح له بدخول الجسم ثم يحقن المركب الناتج في أعلى عضلة الكتف.
تمكن هذه المادة عند دخولها الخلايا البشرية من إنتاج البروتينات التي توجد على سطح الفيروس حيث تتولى هذه البروتينات مهمة خداع جسم الانسان وإيهامه بوجود جسم غريب و المتمثل في فيروس كورونا .
هذه العملية ستحفز جهاز مناعة الشخص المتلقي للقاح لإنتاج أجسام مضادة تقوم بدورها بالإلتصاق مع فيروس كورونا ليصبح الجسم جاهزا ومحصنا ضد أي هجوم حقيقي مما يمنع الإصابات المستقبلية المحتملة بهذا الفيروس .
كما أن تلقي جرعة اللقاح سيؤدي مناعيا إلى تفعيل الخلايا T التي تتعرف بدورها على الخلايا المصابة  بالفيروس وتقوم بتحطيمها .


ماهي خصائص لقاح فايزر بيونتيك والتحديات الواجب مواجهتها ؟

  • هذا اللقاح يستلزم توفير جو ملائم من أجل حفظه حيث يشترط في تخزينه أن تكون درجة حرارة الحفظ منخفضة جدا تصل الى 80 درجة تحت الصفر ما يشكل تحديا لوجيسيا بالنسبة للقائمين على هذا اللقاح وكذا الدول التي تعتزم الحصول عليه و فيما إذا كانت قادرة على توفير ثلاجات خاصة بهذه الوضعية الاستثنائية.
  •  سلامة لقاح فايزر بيونتيك مدروسة لمدة شهرين فقط إذ أن الدراسات لا تزال مستمرة  للتأكد من عدم وجود تأثيرات جانبية على المدى الطويل.
  •  بالنسبة للأطفال فيحتاج تقديم التطعيم لهم إلى دراسات معمقة قد تستغرق وقتا أطول لذلك لا يمنح لهم حاليا .
  • هذااللقاح ما يزال قيد الدراسة حول ما إذا كان  يمنع انتقال المرض بين الأشخاص  و إمكانية أن يكون الشخص الذي تم تطعيمه باللقاح قادرا على نقل العدوى للأشخاص الآخرين من حوله دون أن يمرض هو نفسه، لذلك يجب متابعة وضع الكمامة  واحترام التباعد الاجتماعي من أجل ضمان سلامة الأشخاص الذين لم يتلقوا العلاج بعد.
  • لكي يأخذ اللقاح الجديد تأثيره يجب أن تأخذ جرعة اللقاح  على مرتين وذلك بفاصل زمني قدره ثلاثة أسابيع لأن المناعة  تكون غير مضمونة إذا لم تؤخذ الجرعة الثانية .
  • الأولوية في التطعيم هي للعاملين في المجال الصحي في انتظار توصيات مركز مراقبة الأمراض للبدأ بإعطاء اللقاح لجميع الفئات  بدءا  بمتقدمي العمر وذوي الأمراض المزمنة أو الذين أصيبوا بالكورونا سابقا .


هل تطوير لقاح فايزر يعني عودة الحياة إلى طبيعتها ؟

رغم هذا الإنجاز العلمي الذي يعد انتصارا كبيرا في الحرب ضد فيروس كورونا الذي أودى بحياة الكثيرين، ودمر  الإقتصاد العالمي وقلب أنماط الحياة اليومية و رغم التفاؤل الذي ساد العالم بأسره إلا أن السلطات  الصحية حذرت من أن يتم التخلي عن البروتوكول الصحي الوقائي ضد فيروس كورونا وبينت أن التباعد الإجتماعي ووضع الأقنعة والكمامات الطبية المعقمة أمر في غاية الأهمية وسيضل ضروريا في الوقت الراهن .

هل يملك لقاح فايزر آثار جانبية ؟

تم اختبار لقاح فايزر بيونتيك على أكثر من 43 ألف شخص في ستة دول وهي الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والبرازيل والأرجنتين وكذا جنوب إفريقيا وتركيا .
الرئيس التنفيذي لشركة بيونتيك أوغور شاهين أكد أن التجارب السريرية  للقاح أظهرت آثار جانبية محدودة للغاية ولا تتعدى مدتها يومان على الأكثر .
تم تجريب اللقاح على أشخاص بأعمار 16 سنة أو أكثر حيث أعطي لهم اللقاح على جرعتين لمجموعتين 
- المجموعة الأولى أخذت اللقاح الفعلي والمجموعة الثانية أخذت اللقاح الوهمي. 
التأثيرات الجانبية الموضعية كانت شائعة وشملت ألم وإحمرار وإنتفاخ  مكان الحقن  كما كانت هناك تأثيرات جانبية جهازية مثل الحرارة والصداع والآلام العضلية عند حوالي 50 % بالمئة من المتطوعين .
أما التأثيرات الأخرى كانت نادرة منها تضخم العقد اللمفاوية بشكل اساسي والذي حدث عند 64 متطوع فقط .
فأغلب التأثيرات التي أظهرها لقاح كورونا عند المتلقين كانت خفيفة إلى معتدلة وزالت بسرعة .
حالات الوفاة كانت لدى شخصين توفوا بالنسبة للقاح الفعلي وأربعة أشخاص توفوا في مجموعة اللقاح الوهمي دون أن يكون ذلك مرتبطا أو له علاقة باللقاح .

ما لا نعرفه إلى الآن عن لقاح كورونا 2021 ؟


إن البيانات المعلن عنها لحد الآن من طرف الشريكتين في مجال الصحة العالمية فايزر وبيونتيك مضمونها إيجابي إلا أنها تبقى نتائج أولية .
حيث أن الباحثين في هذا المجال لم يصلوا بعد للمدة الكافية التي تستغرقها المناعة التي يوفرها اللقاح في الجسم هذا من جهة ومن جهة أخرى لم يتضح بعد ما إذا كان لقاح فايزر بيونتيك ناجح مع جميع  الفئات السكانية عبر العالم منهم المسنين والأطفال والمجموعات العرقية المختلفة الموزعة عبر قارات العالم .


مع كل هذا تتسارع الاحداث العلمية  لمواكبة التطور الكبير وكذا التحولات الجينية التي يشهدها فيروس كورونا كل يوم فهذا المرض القاتل قد ادخل العالم في حرب شرسة لا يجب ان يخرج منها العلم الا منتصرا .
تعليقات