يناير رأس السنة الأمازيغية 2021
 |
| راس السنة الامازيغية 2971 |
رأس السنة الأمازيغية و يسمى أيضا يناير ولعجوزة وناير وأيضا أخف أوسقاس هو مناسبة يحتفل بها سكان شمال إفريقيا . امتدادا من واحة سيوة بمصر شرقا حتى شواطئ الأطلسي غربا مرورا ببلدان المغرب العربي وذلك مع بداية كل سنة حيث تقام فيها التظاهرات الثقافية والاحتفالات الشعبية تخليدا للتراث الامازيغي وإحياءا للتاريخ القديم .
تصادف هذه المناسبة يوم 12 جانفي من كل سنة ميلادية ويوافق يناير لعام 2021 م عام 2971 من التقويم الامازيغي .
أصل التسمية
اختلفت الروايات حول اصل هذه التسمية فعند الرومان يرمز يناير لكوكب زحل اله الخير وهو الابن الاصغر لاورانوس
اما عند الامازيغ فيميل البعض الى ان الكلمة بها شطران فالشطر الاول "ين" وتعني قال و"يور" وتعني القمر اي حديث السماء وارادة الالهة .
لكن يرجح اخرون لكون كلمة يناير مركبة من قسمين اثنين فالقسم الأول "ين" وتعني واحد والقسم الثاني "ير" وتعني الشهر الأول ومعناها كذلك أول شهر في الرزنامة الفلاحية للبربر الأمازيغ .
أصل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية
هناك من المؤرخين من يرجع اصل مناسبة يناير الى انتصار الملك الامازيغي شيشناق على رمسيس الثالث عام 950 قبل الميلاد حيث تربع شيشناق على العرش الفرعوني مؤسسا بذلك الاسرة الفرعونية الثانية والعشرين والتي حكمت فيما بعد لمدة قرنين من الزمن مشكلة حدثا عظيما يربط جميع الامازيغ بتاريخ واحد وتبقى هذه الذكرى راسخة الى الان يفتخرون بها .
 |
| الملك الامازيغي شيشناق |
لكن التقويم الخاص بهذا الاحتفال الامازيغي متعلق اساسا بالارض فتاريخ هذا اليوم هو أذان لبداية الحساب الفلاحي وتحديد مواسم الزراعة والغرس والحصاد بالنسبة للفلاحين الذين يأملون بإحتفالهم كل عام في موسم حصاد وافر على قول الاسطورة الامازيغية .
التقويم الامازيغي
يعتبر التقويم الامازيغي من أقدم التقاويم في شمال افريقيا وهو من بقايا التواجد الروماني في تلك المناطق ويزيد ب950 سنة عن السنة الميلادية .
تشترك أشهر الرزنامة الامازيغية مع تلك الموجودة في التقويم الميلادي بعددها الاثنا عشر -12 - لكنها تختلف عنها في التعريف
يقسم العام الفلاحي في التقويم الامازيغي إلى :
1 - يناير
ويكون اول ايامه في منتصف فترة تسمى الليالي وتتميز بكونها اشد ايام الشتاء برودة اما اخر ايامه فيدعى امرضيل او يوم الاستعارة نسبة الى اسطورة العجوزة كما يشكل هذا الشهر نهاية موسم الحرث ومنتصف موسم المطر .
2 -فورار
3 - مغرس
4 - يفرير
5 - مغو
6 - يونيو
7 - يوليو
8 - غشت
9 - شتنمبر
10 - توفر
11 - وانفر
12 - ديجمبر
كما تتزامن السنة الامازيغية الجديدة مع نفاذ مخزون المؤونة التي يحتفظ بها الفلاحون تحسبا لفصل الشتاء وتسمى محليا بالعولة
اسطورة العجوزة في الاحتفال الامازيغي
تاريخ 12 يناير ربط ايضا باسطورة العنزة و المرأة العجوز في بعض الروايات ، حيث تقول القصة أن شهر يناير الممتاز ببرودته القاسية كان يعد على 30 يوما فقط الى أن قررت هذه العجوز تحدي يناير واستهانت بقوى الطبيعة وأرادت الخروج لرعي الأغنام وطهي الطعام خارج المنزل في آخر أيام الشهر رغم البرودة الشديدة والطقس المتغير هذا ما استفز شهر يناير وأغضبه من فعلة العجوز ما جعله يستعير يوما إضافيا من الشهر الذي يليه وهو فورار من أجل الانتقام منها حتى يشتد البرد وتزيد العواصف ولا تقوى العجوز على الصمود أمام غضب الطبيعة ويعاقبها على برده وقره فكان له ذلك وجمد العجوز وعنزاتها ، فارتبطت هذه القصة بالمخيال الشعبي حيث يقال أنه توجد بمنطقة جبال جرجرة بالجزائر صخرة تدعى بصخرة العجوز والعنزات وإلى اليوم يتذكر بعض الامازيغ هذه القصة ويجعلون يومها يوم حيطة وحذر ويفضلون عدم الخروج.
 |
| قصة المراة العجوز مع يناير |
العادات والتقاليد المميزة للإحتفال برأس السنة الأمازيغية
ان الاحتفال بيناير يعد ارثا ثقافيا ورمزا تاريخيا للامازيغ حيث تختلف طريقة الاحتفال به وتتنوع التقاليد من منطقة الى اخرى.
يشكل عشاء يناير والذي يطلق عليه " امنسي ن يناير " في مخيال الامازيغي وجبة تجمع افراد العائلة الحاضرين منهم والغائبين
فالمميز فيه انه يلم الشمل على مائدة الاحتفال التي تتنوع اطباقها التقليدية وهي مكونة عادة من القمح والعجائن ( الكسكس بالخضر والبركوكس بالدجاج والبغرير) وحلوياتها المتنوعة وهي فرصة لتبادل التهاني بين الاشخاص والعبارة المشهورة لذلك هي " اسقاز امغاز " والتي تعني عاما سعيدا ووافرا .
يتم احياء الناير بعادات وطقوس مميزة تعكس هوية الامازيغ
حيث يضع الفلاحون عصي طويلة من القصب في المزارع تيمنا بموسم وفير وغلة فلاحية جيدة ويلبس الاطفال والكبار الجديد من الثياب
وللنساء طقوسهم الخاصة ايضا فقبل طهي الطعام يرمى الرماد القديم ويجدد الفحم المستخدم ويطهى العشاء فوق موقد جديد به 3 احجار جديدة ايضا كما توضع الحناء وتوزع الاطباق التقليدية والحلويات ويذبح الدجاج وتحضر الولائم وسط اجواء من الفرح والبهجة
ينحر ديك عن الرجال ودجاجة عن النساء بينما يذبح الاثنان من اجل المراة الحامل
يتم اختيار الديك كاضحية تذبح لعشاء يناير كونه اول من يستيقظ قبل طلوع الشمس ويذبح بناءا على صفاته التنبيهية
كما ان كل قطعة من قطعه تحمل رمزية معينة توزع حسبها
- فالفخذ يرمز الى عمود البيت ويقدم الى المراة كونها ربة البيت
- الجناح يرمز الى الانطلاقة ويقدم الى الفتيات المقبلات على الزواج
- العنق والراس يقدمان للزوج ليفكر في حل مشاكل البيت ويجيد الحديث مع حكماء القرية
- القسم الابيض من اللحم يعطى للفتاة التي سيعقد قرانها في نفس السنة املا في سنة مشرقة عليها
- ويترك الهيكل والبقايا للمسنين .
 |
| اللباس التقليدي القبائلي |
 |
| الاطباق التقليدية للامازيغ |
 |
| العادات والتقاليد في بلاد القبائل |
حكم الاحتفال بالسنة الامازيغية وراي الدين في ذلك
يرى بعض اهل العلم ان احياء يناير هو من العادات وليس من العبادات
والعادات لا تحرم الا اذا تخللها فعل محرم كشرب الخمر والربا ومظاهر السرقة او اكبر من ذلك كارتكاب الفواحش والشرك بالله والذبح لغير الله وعبادة الاوثان فهنا يحرم احياءها او المشاركة فيها
يناير عادة قائمة على اطعام الطعام واكرام الضيوف وصلة الرحم واجتماع افراد العائلة على مائدة واحدة و التصدق لوجه الله تعالى وتقسيم الصدقات بالعدل فيما بينهم بما فيه من مظاهر المحبة والتاخي والتازر و نية ادخال السرور بين الناس ثم الدعاء بان يتقبل الله تعالى تلك الصدقات .
العرف و العادات في الاسلام يحكمها الشرع فاذا لم تنافي هذه العادة الشريعة الاسلامية ولم تخالف حكما شرعيا فلا شيئ في ذلك فالشرع قد هذب هذه العادات الحميدة ولم يدعو الى اقصاءها
قال صلى الله عليه وسلم ( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق)
اما غير ذلك مما لا يرضي الله تعالى والخروج عن الافعال الحميدة بان يستغلها البعض لممارسة المحرمات والاعتقاد بوجود اله الخير واله المطر وغيرها من الطقوس المحرمة التي ترتبط بعلم الغيب فهذا غير مقبول شرعا و محرم القيام به .
السنة الامازيغية تاريخ عميق وبعد حضاري امتزجت فيه الروايات والاساطير والحقائق العلمية وهذبته الشريعة الاسلامية ليخرج في احسن صورة.