دواء جديد في أمريكا لعلاج مرضى السرطان

 دواء جديد في أمريكا لعلاج مرضى للسرطان

دواء لمرض السرطان

الساحة العلمية العالمية اليوم صوبت أنظارها نحو  الدواء الجديد  دوستارليماب الذي أطلق مؤخرا في أمريكا لعلاج مرض السرطان هذا  المرض الخبيث،أو كما يطلق عليه بمرض الموت أوالمرض الوحش الذي بقي كمعضلة على مدى السنين أمام الطب والعلم الذي عجز عن إيجاد علاج فعال للقضاء عليه، فبالرغم  من توفير مراكز للأبحاث وباحثين متخصصين حول العالم و الذين  ركزوا أهدافهم من أجل إيجاد علاج للسرطان ،إلا أن علاجاته المتوفرة لحد اليوم،  تترك آثارا جانبية وأضرارا نفسية لا تقل إيلاما عن المرض ذاته ، بالإضافة إلى الأرقام المرعبة التي تعطيها منظمة الصحة العالمية حول عدد الإصابات وعدد الوفيات المتزايد بصفة مستمرة حيث يموت ما يقارب عشرة مليون شخص في كل سنة بسببه ،  لكن هذا الدواءالذي توصل إليه العلماء مؤخرا ، كان خبرا باعثا للتفاؤل ، وأعطى آمالا كبيرة للباحثين وحتى لغير المختصين في المجال ، بعد النتائج الواعدة التي وصلت إليها الدراسات الجديدة،فربما هذا العقار قد يكون هو السلاح الفتاك الذي سيغير من قواعد هذا المرض ، ولم لا، سيخلص البشرية من كابوس أرق الكثيرين ،  يسمى السرطان .

فما هو دواء دوستارليماب ؟وماهي تفاصيل الدراسة الأمريكية التي أجريت عليه ؟ وما مدى نجاعته في محاربة السرطان؟

إليكم في هذا المقال ،بعض التفاصيل والمعلومات حول الدواء المعروف تجاريا باسم  jemperli وأهم الآراء الطبية التي تدور حوله بالرغم من أن كمية المعلومات الطبية  التي كتبت عنه والتفاصيل والشروحات التي تتعلق به هي قليلة جدا  بل شحيحة .

ما هو دواء دوستارليماب؟ وما هو مبدأ عمله؟

أعطي لهذا الدواء إسم علمي هو دوستارليماب أو بالإنجليزية Dostarlimab  ويباع تحت إسم تجاري هو jemperli ، هو دواء يستخدم عادة لعلاج سرطان بطانة الرحم وقد خضع هذه المرة ، لأول اختبار سريري لمعرفة فيما إذا كان فعالا ضد أورام سرطان المستقيم .

تم تطوير هذا الدواء بواسطة " تيسارو " وهي شركة تكنولوجيا حيوية ، مقرها ماساتشوستس، قبل أن تستحوذ عليها شركة جلاكسو سميث كلاين gsk  عام 2019 ، وهي شركة أدوية بريطانية مهتمة بعلم الأحياء البيولوجية وتطوير الأدوية الصحية واللقاحات .

تمت الموافقة عليه لأول مرة في عام 2021، لاستخدامه لعلاج سرطان بطانة  الرحم والأنسجة كلها،  من قبل إدارة الدواء والغذاء الأمريكية  FDA  وكذلك وكالة الدواء الأوروبية EMA من أجل الإستخدام الطبي في أوروبا ، لكن الجديد في الموضوع هوالإعلان عن نتائج مبهرة أعطتها  تجربة سريرية أمريكية أجريت على عدد محدود من مرضى سرطان المستقيم  بواسطة هذا الدواء، وكللت بشفاء جميع المرضى الذين خضعوا للتجارب السريرية بنسبة كاملة ، ما أذهل العلماء وكان لهم مفاجأة جد سارة ،وحفزهم على إتمام التجارب على نطاق أوسع أملا في نتائج أفضل . 

علميا ، يعد هذا الدواء من فئة  الأجسام  المضادة  أحادية النسيلة ، المستخدمة في تطوير عدة عقارات و أدوية لعلاج السرطان وكذلك أمراض مناعية أخرى و الذي يكون مبدأ عمله بالأساس معتمدا على  منع البروتين المتورط في الخلية السرطانية وذلك بالأساس  لمنع الخلية المناعية من الإرتباط والإتحاد  بالخلايا، فتبدأ بالبحث عن الخلايا  السرطانية وتقوم بالقضاء عليها وتدميرها .

الجهاز المناعي 

وقد بلغ سعر الجرعة الواحدة من هذا الدواء حوالي 11 ألف دولار تقريبا ، وقد يصل ثمن مجموع الجرعات المطلوبة إلى 88 ألف دولار في ستة أشهر للفرد الواحد بمعدل جرعة واحدة من الدواء كل ثلاث أسابيع .

تفاصيل الدراسة العلمية الحديثة لدواء السرطان 

كشفت هذه الدراسة أن الدواء الذي يعرف تجاريا باسم jemperli  صار سلاحا فتاكا لمحاربة الخلايا السرطانية الخبيثة.

 حيث أظهرت تجربة لهذا العلاج الواعد أجريت على عينة صغيرة  من مرضى السرطان في الولايات المتحدة الأمريكية تم القيام بها على 12 اثنتا عشر مريضا بسرطان المستقيم من الدرجة الثانية والثالثة ، كان قد أخذ فيها  كل مريض جرعة في كل ثلاث أسابيع لمدة ستة أشهر، والنتيجة هي أن كل التحاليل والأشعة والصور المقطعية التي قام بها الأطباء على هؤلاء المرضى أثبتت أن جميع المشاركين في هذا الإختبار تمكنوا من الشفاء بشكل تام و بنسبة 100% من أورامهم  السرطانية  دون اللجوء إلى الجراحة ولا إلى العلاج الكيماوي وبلا آثار جانبية حادة ولم يعثر على أي أثر للسرطان أو تجدد للخلايا السرطانية  في أجسادهم طوال فترة التجربة والملاحظة التي انتهت بالكامل و دامت لعدة أسابيع من المتابعة الطبية وهي أول مرة في تاريخ تجارب السرطان حيث تتحقق فيه هذه النتيجة.

 الجرعة تستخدم تقنية الجسم المضاد أحادي النسيلة  ،وهي عبارة عن جزيئات بروتينية  يتم إنتاجها في العادة  مخبريا وفق شروط تجريبية معينة،  مثل تلك التي ينتجها جهاز المناعة بصورة طبيعية  في الإنسان والحيوان على حد سواء ، والتي تستعملها العضوية لمهاجمة الأجسام الخارجية الغريبة ، حيث تستطيع هذه الأجسام المضادة إبطال مفعول هذه المواد الدخيلة عن طريق الإلتصاق بمستضداتها ، ففي الحالة العادية يوجد في دم الإنسان مزيج من الأجسام المضادة التي تتفاعل مع العديد من المستضدات ،مشكلة خط دفاعي للجسم ضد مختلف الأمراض  ،فالأجسام المضادة أحادية النسيلة  تهاجم ضد مستضد معين .

والجيد في هذه الطريقة التي تأخذ مبدأ الأجسام المضادة أحادية النسيلة أنها معروفة المراحل لذلك هي سهلة التطبيق مما يسمح بإنتاج كميات كبيرة جدا من المستضدات أحادية النسيلة  وهو عامل مبشر للبحوث الطبية لتكلل بالنجاح .

حيث يستخدم الباحثون فعلا هذا النوع من الأجسام البروتينية لإلصاقه بأنواع مختلفة من الخلايا بهدف التعرف عليها وتشخيص أنواع معينة من الأمراض مثل الحساسية ، واليوم كما ذكر العلماء هي وسيلة ممتازة لمحاربة الخلايا السرطانية خاصة وأنها يمكن أن تتوغل داخل الخلايا الخبيثة دون إتلاف الأنسجة السليمة المحيطة بها بالإضافة إلى ما توصلت إليه  و ذكرته هذه الدراسة العلمية الحديثة والتي

تجربة إنتاج الأجسام المضادة مخبريا 





             




بينت أنه  يقوم بتعرية الخلايا السرطانية وكشفها للجسم  ،وهو ما يسمح لجهاز المناعة في العضوية بالتعرف عليها وتدميرها 

فبالعادة المستقبلات البروتينية التي اكتشفها العلماء ،تخفي الخلايا السرطانية عن الجسم فتسمح لها بالنمووالإنقسام بطريقة سريعة  من دون أي تدخل للجسم أو مهاجمة من طرفه ، مشكلة تكتلات نسيجية تسمى طبيا  بالأورام الخبيثة .

فدواء دوستارليماب الذي يعتمد مبدأ عمله على هذه النوعية من الأجسام المضادة يمنع هذا الإختفاء ويسهل تعرف الجهاز الدفاعي للجسم على هذه الخلايا والأجسام الغريبة وتسهيل القضاء عليها .

وفي حين أن النتائج كانت واعدة  وغير مسبوقة  بتحقيق هذا الإنجاز العلمي الرائع في مسار أبحاث علاج  السرطان  ، نقلت وسائل الإعلام عن الأطباء أنهم بحاجة إلى تكرارهذه التجارب والتوسع فيها من أجل التوصل إلى ذات النتائج في بحوث أخرى خاصة بأمراض سرطانية أحرى تخص أعضاء الجسم ككل مثل سرطان البنكرياس وسرطان القولون ،  بالإضافة إلى تأكيدهم على أن هذا النهج العلاجي ،لا يمكن أن يحل محل النهج المعتمد في الرعاية العلاجية 

فالاستخدام الحالي لهذا النوع من الأدوية مثل  دواء دوستارليماب هو للحالات المستعصية مثل سرطان الثدي وهي الحالات التي لا تستجيب لا إلى العلاجات الكيماوية ولا إلى العلاجات الإشعاعية ولا يمكن أن تخضع للتدخل الجراحي وهو ما كانت عليه هذه الدراسة التجريبية .



وكغيره من الأدوية لا يخلو دواء دوستارليماب من الآثار الجانبية، التي رغم أنها ليست بقوية إلا أنها موجودة كأي دواء مطروح للإستخدام البشري ،حيث تشمل آثاره الجانبية 
تعب وضعف عام 
إسهال وأحيانا شعور بالغثيان 
إمساك وفقر الدم  وهي آثار شائعة 
أما الآثار النادرة الحدوث أو الأقل شيوعا فهي ألم في المفاصل ، حكة وطفح جلدي قصور في الغدة الدرقية وحمى 
هذه الآثار الجانبية تم ملاحظتها على المرضى منذ بداية استعمال دواء دوستارليماب إلى الآن ،لكن التجربة الأخيرة ، لم يذكر فيها الباحثون وجود آثار جانبية على المرضى المصابين بسرطان المستقيم و الذين خضعوا للتجربة السريرية  


بعد هذه النتائج المميزة والخطوة الجبارة التي قفزها الطب في مجال  محاربته للسرطان ، هل ستشهد البشرية علاجا للسرطان قريبا ؟ هذا ما يطمح إليه العالم بأسره 




تعليقات