العلاقات السامة وكيفية التخلص منها

كتبت: إيمان حاكمهم

العلاقات السامة وكيفية التخلص منها

من المصطلحات المتداولة بكثرة على منصات التواصل الاجتماعي "العلاقة السامة" وذلك عند الحديث عن العلاقة العاطفية أو الزوجية خاصة. ونتساءل، ما هي العلاقة السامة وكيف نتخلص منها؟.


العلاقة السامة هي تلك التي يشعر فيها أحد الطرفين أو كلاهما بعدم الأمان وقد تتضمن إيذاء جسدي أو لفظي.


الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي لا يستغني عن بناء العلاقات الجيدة في كل نواحي الحياة ومع كل المهارات التي تتطور لدى الفرد؛ يستنتج أن هناك نوع من العلاقات السامة التي تخترق حياته في العمل، مع الأصدقاء أو الأهل أو العلاقة العاطفية، تستنزف طاقته.


يرى البعض أن العلاقات السامة هي علاقات عادة تكون مصحوبة بانتقادات وتجاهل يؤذي مشاعر الشخص، أيضًا من الممكن أن يتخللها عنف جسدي أو لفظي أو نفسي، ووُصِفَت أيضًا بإيذاء الشخص وتثبيط هِمته.


المتضررون من العلاقات السامة ينتابهم في بعض الأحيان ضيق في التنفس وإحساس بآلام في الجسد ورغبة شديدة في الحديث مع أحد المقربين ليفرغ هذا الشعور وهذا التسمم المعنوي الذي أثَر على سامعه في تشكيل عبارات تعكس مقدار الألم الذي يؤثر سلبيًا على السلوك ويقود إلى الإحباط وعدم الإنجاز.


يَجِد السامع هذه العبارات مسممة لعدة أسباب منها:


- احتواءها على جُمل غير صادقة محشوَّة بالكذب والادعاءات التي تؤكد سلبية المتألم.


- الحرص على هزة المتألم والإنقاص من قدره والهدف تدمير إنجازاته وعدم احترام قدراته والتقليل من شأنه أينما تواجد.


صفات الشخصية السامة: حقودة – منافقة – مخادعة – معسولة الكلام – ذات فضول – تحرص على الاستمرار في استنزاف طاقة الآخرين.


لهذا فالبعد عن العلاقات السامة قدر الإمكان للحفاظ على اتزان الصحة الجسدية والنفسية مع وضع خطة تتوافق مع شخصيتك وتطلعاتك وأن تعود إلى صورتك الأصلية للذات، فلابد أن تكون متيقظًا لوضع حدود أمان فاصلة بحكمة وذكاء لتعود لبناء شخصيتك السوية بعيدًا عن تأثير الشخصيات السامة عليك.


ما ذكرناه هو الشائع في العلاقات السامة التي توجد بالمجتمع، لكن هل من الممكن وجود علاقات سامة بين الأهل؟


العائلة هي المصدر الأول والرئيس في تكوين شخصية الفرد وتشكيل سلوكه، لذلك يواجه الفرد صعوبة في إدراك أن لديه علاقة سامة مع أحد والديه؛ لأنهم هم المصدر الأساسي في حُكمه على الأمور؛ لذلك من الضروري أن يدرك الأبناء أن الآباء أيضًا يخطئون وقد يصدر عنهم سلوك غير صحيح.


كما أن الأبناء يجدون أيضًا صعوبة في فهم التحديات والصعاب التي تواجه الآباء وكذلك بعض الآباء يتجاهلون مشاعر الأبناء والمتطلبات النفسية لهم، كل هذا يُحدِث مشكلات صعب حلها وعلى ذلك فإنه يوجد خيط رفيع يفصل بين المشكلات العائلية والسلوك السام.


وعلينا فهم أن للعلاقات الأسرية تأثير قوي في حياة الأفراد وقد نلاحظ ذلك في عدم ثقة الفرد بنفسه أو بالآخرين وقد يواجه الفرد مشكلات في مجالات الحياة عامة.


بينما أننا لا يمكننا تغيير سلوك الأفراد الآخرين، إلا أنه يوجد بعض الأمور التي يجب الأخذ بها كي نتجنب العلاقات السامة، منها:


- ممارسة السلوك الذي تريده بدلًا من الذي يريده الشخص السام.


- يمكننا أيضًا وضع قائمة لتحديد الأمور المراد تغييرها.


يتمثل السلوك السام بين أفراد العائلة في تجاهل الوالدين أو انتقادهم الشديد لمشاعر وأفكار أحد الأبناء وتمييزه ومحاولة المقارنة دائمًا والاختلاف بين الأبناء من دخول المنزل، كل هذا يؤثر على الأفراد ومنها التأثير السلبي على المجتمع عامة.


في النهاية، من الضروري أن تأخذ الوقت الكافي للتفكير في تجاربك ومدى تأثيرها عليك.

تعليقات