التفكير الخاطئ وأنماطه وطرق علاجه

كتبت: مريم هيثم

التفكير الخاطئ وأنماطه وطرق علاجه

الكثير منّا يعاني من مشكلة أو عدة مشاكل نفسية أو فكرية؛ نتيجة لأسباب ملموسة أو غير ملموسة ويميل الشخص للمزاج السلبي وعدم الواقعية ونعلم أن التفكير الصحيح المستقيم ليس سهلًا ولا متاح دائمًا وحتى الذين يدّعون ذلك لا يملكون أي ضمان لخلو تفكيرهم من الأخطاء والمبالغة. 


مفهوم التفكير الخاطئ 


هو طريقة أو أسلوب نتبعه في التفكير وتفسير الأحداث والمواقف ولكل منّا أسلوبه الخاص في التفكير، وكما يوجد تفكير سليم، يوجد أيضًا تفكير سلبي خاطئ. 


 أنماط التفكير الخاطئ 


1- قراءة الأفكار وأخذها بشكل شخصي: الغاضب، القَلِق، المكتئب، لا يرى إلا الظُلم في كل شيء ولا يرى ما يملك وأي حديث يسمعه يأخذه على مَحمَل شخصي ويُفرط في التفكير بسلبية وربط كل ما يُقال بمواقف خاصة تسبب التعاسة وعدم الرضا. 


2- المقارنات: هذه الطريقة خاطئة ومؤذية لأبعد الحدود وللأسف أحيانًا يستخدمها الآباء عند لوم أبناءهم والأزواج عند الغضب من زوجاتهم واتهامهم بالتقصير ويتم هذا الأسلوب في الكثير من المواقف الحياتية، عندما أرى غيري ناجح في شيء ما أو أنجز أكثر من عمل أبدأ في عقد مقارنة بيني وبينه وأشعر بالإحباط، خاصةً إذا وجدته أفضل مني في شيء ما، وأسقِط على حالي صفة الفشل وجلد الذات وأسئلة مثل (لماذا هو يستطيع وأنا لا؟) .


3- الانتقاء السلبي: عندما يتملّك منا شعور الحزن، نبدأ في جذب الأفكار السلبية وننتقي كل ما ينقصنا وموجود عند غيرنا ونلوم أنفسنا ونتهمها بالتقصير والعكس صحيح، تجاهل كل ما هو إيجابي قمت بفعله والتقليل منه بأقاويل مثل (الجميع يستطيع فعله، هذا شيء عادي و لست مبهرًا ولا متميز في شيء) .


4- التفكير المأساوي / ادعاء معرفة الغيب: من أكثر الطرق التي تؤدي لانعزال والتفكير في أشياء غير واقعية أو لم تحدث من الأساس بل توقع الأسوأ دائمًا وشعور أن لا شيء سيتغير ولا شيء جيد في هذه الحياة. 


علاج مشكلة التفكير الخاطئ


1- الموضوعية: نحن يجب ألا ندّعي المثالية ولكن نستطيع أن نرى الأشياء كما هي عليه دون تقليل أو تضخيم وهذا ليس أمرًا سهلًا، لكن علينا إدراك أن كل شيء له حل ونهاية. 


2- المرونة الذهنية: البعض لديه تصلُّب فكري في بعض الموضوعات التي تخص مبادئه ولكن غير محب للتعقيد الشديد، نحن في عصر التطور والتفتح على علوم وتقافات متنوعة، نأخذ ما يناسب عاداتنا ونتقبل آراء الغير دون هجوم وتشدد و تعصب. 


3- طرح الأسئلة: نحن نسأل كثيرًا أسئلة تبدأ بـ(لماذا؟) ولكن نادرًا ما نطرحها على أنفسنا، فهي تعد طريقة بناءة للتعرف على شخصياتنا بشكل واضح وبعد الإجابة عليها ندرك أن العوامل الخارجية ليست هي فقط التي تجلب السعادة أو الحزن، بل الأمر متعلق أكثر بقيمنا وذاتنا من الداخل. 


4- الخروج من منطقة الراحة: لن تتغير عقلياتنا وأفكارنا إلا إذا سمحنا لأنفسنا بمواجهة احتمالات التغيير، وليس كل التغيير سيء، جميعنا نشعر بالسعادة والأمان داخل قوقعتنا الخاصة ولكن يجب أن يكون لدينا استعداد للإنطلاق والمغامرة وتجربة أشياء جديدة من الممكن أن تفتح لنا بابًا أفضل. 


5- تجاهل الأعذار وابحث عن الحلول: كم مرة قمت بالتأجيل والإلغاء وتكرار كلمة (لكن)، تخلص من هذه الكلمة وتخيل نفسك كيف ستشعر عند إنجازك للمهام المؤجلة ونجاحك بعد التعب والإصرار. 


تغيير أفكارنا ليس شيئًا سهلًا ولكن التغيير عمومًا عملية دائمة ومستمرة، لا يوجد حل واحد يناسب الجميع ولذلك جرّب وحاول وغامر وتعلّم ولا تستسلم لأفكارك السلبية، الأمر كله يتوقف ويعتمد على الخطوة الأولى منك.

تعليقات