كتبت: مريم هيثم
جميعنا قد نتردد في قول أو فعل شيء ما؛ خوفًا من إيذاء أنفسنا أو غيرنا، وهذا يجعل منه سِمة إيجابية لأنه يجعلنا نُفكر في تصرفاتنا أكثر من مرة قبل اتخاذ القرار، لكن أحيانًا كثيرة ترتبط بمشاعر سلبية كالخوف والقلق وفقدان الثقة بالنفس ويزداد الوضع تعقيدًا عندما لا يستطيع الفرد اختيار أي شيء كالدراسة والعمل ومنطقة السكن وحتى الملابس وهنا تكون صفة التردد ليست جيدة.
تعريف التردد: هو تأخير في اتخاذ القرار، ناتج عن شك كثير في العقل وشعور بالخوف في كل شيء، فعل أو قول او قرار، وكونك شخصية مترددة يعني أنك تتساءل دومًا عن أفعالك وهذا أمر قد يكون جيد وسيء في وقت واحد كما ذكرنا.
أسباب التردد
1- الخوف: دائمًا ما يكون الخوف هو أول سبب، إمّا خوف من الفشل أو اللوم والتوبيخ أو عدم معرفة الخطوة القادمة بعد الفعل، ولكن يجب أن نضع له حدود لأنه سيكون السبب الأكبر في توقف تحقيق أحلامنا وطموحاتنا.
2- تدني تقدير الذات وانعدام الثقة بالنفس: أنت في سِن الطفولة والمراهقة لست بنفس عقلية سِن الشباب والرُشد ويجب أن تعلم أن تقديرك لذاتك وثقتك هي السبب في التطور والنمو مستقبلًا، اقتنص الفرص وغامر وجرب مبكرًا لتتعلم وترتقي أسرع من غيرك.
3- منطقة الراحة: جميعنا نُحِب وننسجم مع الأشياء المعروفة والمألوفة لدينا، التي تشعرنا بالأمان ولا نجد فيها تهديد وتوبيخ، لكن الواقع مختلف تمامًا وما يحدث فيه هو الذي يجعلنا نتردد حينما نحاول أن نخرج منها، أن نفعل أشياء جديدة لا نعرف نتائجها، هذا ما يجعلنا نتراجع خوفًا من العواقب.
4- الخيارات الكثيرة المتاحة أمامك: عندما يتم وضعنا أمام أكثر من اختيار نشعر بحالة من التشتُت والتردد، خاصة إذا كانت الخيارات متقاربة في المميزات والعيوب وتسأل نفسك أسئلة كثيرة، عليك أن تكتب وتقارن بين كل اختيار وعندها ستنجذب لشيء ما أكثر من غيره وهنا سيكون الاختيار الأصلح.
5- التفكير الزائد: هو أصعب شيء قد يواجهك، خاصة عند اتخاذ قرار صعب أو مصيري في حياتك والتفكير في ماذا سيحدث إذا لم أفعل وماذا سيحدث إذا فعلت وماذا إذا فعلت ولم أحِب وتركت، قد يستمر هذا الصراع الداخلي لأيام وأسابيع وشهور دون جدوى.
طرق للتخلص مشكلة التردد
.. وضع وتحديد هدف واضح ومن ثَم تجزئته لخطوات صغيرة.
.. الإنجاز يقود لإنجاز آخر فإذا نجحت في خطوة حتى لو صغيرة ستستمر وتشعر بالانتصار على ذاتك المترددة.
.. اعلم أن الحياة مكسب وخسارة فلا تتوقف وتحكُم على حياتك بالفشل من أول محاولة لم تنجح، تحدى خوفك واستمر.
.. تحمَّل مسئولية قراراتك واختر الأنسب لشخصيتك وقدراتك.
.. بناء ثقتك بنفسك وتطويرها في كافة المجالات التي تحتاجها.
.. أخذ وقت كافِ في التفكير في مميزات وعيوب كل اختيار ولكن لا يزيد عن الحد لأنه يجعلك تبقى عالقًا في التوتر ويعترض طريق وصولك لحلمك.
.. حقق التوازن بين قلبك وعقلك ولا تتخذ قرارات بناءً على عواطف فقط أو تفكير فقط.
.. تدريب نفسك على اتخاذ قرارات يومية صغيرة دون الاعتماد على أحد.
.. استشِر أصدقائك أو الأكبر منك سنًا وخِبرة بغرض النصيحة واختر من تستطيع النقاش معه عن في شيء بهدوء.
فكر دائمًا بالتحسُن ولا تسمح لصِفة سلبية أن تغير مصير حياتك، كن أكثر وعيًا وعلمًا بنقاط ضعفك وقوتك واعمل على تغييرها وتطويرها، تحلىٰ بالشجاعة ولا مانع من بعض المغامرة مع الحذر .. انت لن تتعلم إلا بعد أن تُجَرّب.